سورة هود - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (هود)


        


{تمتعوا في داركم} أَيْ: عيشوا في بلادكم {ثلاثة أيام ذلك وعدٌ} للعذاب {غير مكذوب} غير كذبٍ، وقوله: {ومن خزي يومئذٍ} أَيْ: نجَّيناهم من العذاب الذي أهلك قومه، ومن الخزي الذي لزمهم، وبقي العارُ فيهم مأثوراً عنهم، فالواوُ في {ومِنْ} نسقٌ على محذوف، وهو العذاب.
{وأخذ الذين ظلموا الصيحة} لمَّا أصبحوا اليوم الرَّابع أتتهم صيحةٌ من السَّماء فيها صوت كلِّ صاعقةٍ، وصوت كلِّ شيء في الأرض، فتقطَّعت قلوبهم في صدورهم.


{ولقد جاءت رسلنا} يعني: الملائكة الذين أتوا {إبراهيم} عليه السَّلام على صورة الأضياف {بالبشرى} بالبشارة بالولد {قالوا سلاماً} أَيْ: سلِّموا سلاماً {قال سلامٌ} أَيْ: عليكم سلامٌ {فما لبث أن جاء بعجل حنيذٍ} مشويٍّ.
{فلما رأى أيديهم لا تصل إليه} إلى العجل {نكرهم} أنكرهم {وأوجس منهم خيفة} أضمر منهم خوفاً، ولم يأمن أن يكونوا جاؤوا لبلاءٍ لمَّا لم يتحرَّموا بطعامه، فلمَّا رأوا علامة الخوف في وجهه {قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط} بالعذاب.


{وامرأته} سارة {قائمة} وراء السِّتر تتسمَّع إلى الرُّسل {فضحكت} سروراً بالأمن حيث قالوا: {إنا أُرسلنا إلى قوم لوط}، وذلك أنَّها خافت كما خاف إبراهيم عليه السَّلام، فقيل لها: يا أيتها الضَّاحكة ستلدين غلاماً، فذلك قوله: {فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق} أَيْ: بعده {يعقوب} عليهما السَّلام. وذلك أنَّهم بشَّروها بأنَّها تعيش إلى أن ترى ولد ولدها.
{قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز} وكانت بنت تسع وتسعين سنةً {وهذا بعلي شيخاً} وكان ابن مائة سنة واثنتي عشرة سنة {إنَّ هذا} الذي تذكرون من ولادتي على كبر سنِّي وسنِّ بعلي {لشيء عجيب} معجب.
{قالوا أتعجبين من أمر الله} قضاء الله وقدره {رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت} يعني: بيت إبراهيم عليه السَّلام، فكان من تلك البركات أنَّ الأسباط، وجميع الأنبياء كانوا من إبراهيم وسارة، وكان هذا دعاءً من الملائكة لهم، وقوله: {إنّه حميدٌ} أَيْ: محمودٌ في أفعاله {مجيد} كريمٌ.
{فلما ذهب عن إبراهيم الروع} الفزع {وجاءته البشرى} بالولد {يجادلنا} أَيْ: أقبل وأخذ يجادل رسلنا {في قوم لوط} وذلك أنَّهم لما قالوا لإِبراهيم عليه السَّلام: {إنَّا مهلكو أهلِ هذه القرية} قال لهم: أرأيتم إن كان فيها خمسون من المسلمين أتهلكونهم؟ قالوا: لا. قال: فأربعون؟ قالوا: لا، فما زال ينقص حتى قال: فواحدٌ؟ قالوا: لا، فاحتجَّ عليهم بلوط، و{قال إنَّ فيها لوطاً قالوا نحن أعلم..} الآية. فهذا معنى جداله، وعند ذلك قالت الملائكة: {يا إبراهيم أعرض عن هذا} الجدال، وخرجوا من عنده فأتوا قرية قوم لوطٍ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8